الخميس، 21 مارس 2013

ما هو التوتر وكيف نقضي عليه ؟


التوتر هو أي مسبب أو مؤثر خارجي أو داخلي يحث وينشط ويزيد من مستوى اليقظة عند الفرد. التوتر قد يكون إيجابيا وقد يكون سلبيا، وفي كل من النوعين يؤثر على مستوى أداء الفرد فترتفع درجة الكفاءة والجودة أو ينخفض مستوى تحقيق النتائج والفعالية في الأداء.

إن حياة الفرد بدون توتر بالمعنى الإيجابي تكون على درجة كبيرة من الملل والتبلد. هذا بالإضافة إلى إن الحياة مع وجود الكثير من المؤثرات الداخلية والخارجية والتي تزيد من مستوى يقظة الفرد وتوتره تؤدى إلى المزيد من التعب وعدم الشعور بالسعادة. وبالتالي يؤثر ذلك سلبيا على صحة الفرد وحيويته. الكثير من التوتر يؤدي إلى حدوث مخاطر على فاعلية أداء الفرد، لذلك فان فن التعامل مع التوتر يعنى في مفهومه إن الفرد يجب عليه أن يحافظ على مستوى التوتر الذي يحدث له وأن يكون في مستوى صحي ومناسب يحقق له الاستمتاع بحياته العملية والشخصية ويزيد من فاعلية أداءه.

قدرة الفرد على التعايش مع التوتر المتوقع حدوثه والأساليب المتبعة في ذلك
عندما يتوقع الفرد حدوث توتر في حياته يمكنه الإعداد لذلك لمواجهته والتحكم فيه عندما يحدث. ويتم ذلك عن طريق اتباع الأساليب آلاتية:
• إعادة تمثيل الأدوار أو المواقف
يتم ذلك عن طريق إعادة تمثيل المواقف التي تواجه الفرد اكثر من مرة، يمكن عن طريق ذلك تجويد الأداء والارتقاء به والارتفاع بمستوى ثقة الفرد بنفسه .
• التخطيط
يتم ذلك عن طريق تحليل المسببات التي يحتمل أن تؤدي ألي التوتر وعليه يمكن للفرد أن يضع الخطة الملائمة والتي تشمل ردود الأفعال المحتمل القيام بها حيال أي مظهر أو مسبب من مسببات التوتر والمواقف التي قد يواجهها الفرد وتصيبه بالقلق والخوف .
• التجنب
عندما يتأكد الفرد من حتمية مواجهته لموقف صعب قد يسبب له مقدار كبير من التوتر والقلق بالإضافة ألي انه قد لا يضيف له أي فائدة تذكر، عندئذ يمكن للفرد أن يحاول تجنب مثل هذه المواقف وان يكون الفرد متأكدا من نتيجة مواجهته لها مع الاقتناع بان ذلك ليس ضعف أو تقصير منه إنما قدرات الفرد وسلوكياته مبادئه لن تمكنه من التغلب عليها .

ماذا يمكن أن يحدث إذا لم يستطع الفرد أن يتعامل مع التوتر
عندما يقع الفرد تحت تأثير مستوى عالي من التوتر والضغط لفترات قصيرة ومستمرة يؤدي هذا إلي تفتيت أداءه وخفض همته، ولكن يمكن للفرد أن يتعلم مما مر به من خبرات سابقة -
تؤهله لان يتكيف مع ما يواجهه من مواقف بإتباع سياسات قادرة على تجنب مثل هذه المشاكل في المستقبل.
إن حدوث التوتر لفترات طويلة وعدم القدرة على التحكم فيه والتعامل معه يمكنه أن يحدث تأثيرات سلبية مدمرة لأداء الفرد. ومن أمثلة ما يحدثه التوتر لمدة طويلة ما يلي:
• التعب والإنهاك
• الشعور بالإحباط
• الغضب المستمر
• الانهيار
"أجندة التوتر" كأداة فعالة للتعامل مع التوتر
الاحتفاظ بأجندة لمتابعة التوتر ومصادره يعد من الأساليب الفعالة والمستحدثة لمواجهة التوتر ومعرفة المستوى المناسب الذي يمكن للفرد التعايش معه والاستمتاع به والاستفادة منه وهو ما يطلق عليه التوتر الإيجابي. يقوم الفرد بتدوين ما يدور من مواقف وأحداث أثناء اليوم في العمل وعلى الصعيد الشخصي وما سببته من توتر وقلق وكذلك مستويات التوتر التي مر بها الفرد .
ونستعرض فيما يلي ما يظهر في "أجندة التوتر" من معلومات:
خلال فترة زمنية معينة (على سبيل المثال كل ساعة) يتم تدوين ما يلاحظ من مصادر التوتر والمواقف التي واجهت الفرد ويتم مراعاة كتابة ما يلي:
أولا: في حالات التوتر واليقظة للأمور العادية:
• الوقت الذي حدث فيه التوتر
• مستوى التوتر الذي شعر به الفرد وإعطائه درجة من 1 إلى 10
• مدى الشعور بالسعادة
• مستوى الاستمتاع بالعمل والرضا الوظيفي
• مستوى الكفاءة والفعالية في الأداء
ثانيا: في حالات التوتر ومواجهة المواقف الصعبة:
• ما هو هذا الموقف
• متى وأين حدث ذلك
• ما هي العوامل الهامة التي أدت إلي التوتر
• مدى ما حدث ومستوى التوتر الذي حدث
• كيف تم تعامل الفرد مع هذا الموقف
• هل تم مواجهة المسببات للتوتر أم الأعراض
• هل تم التعامل مع التوتر ومواجهته بنجاح
بعد عدة أيام من الاستمرار في تدوين ذلك، يجب على الفرد أن يحلل المعلومات المدونة في الأجندة وسيكون من الشيق أثناء تحليل المواقف التي حدثت والتوتر الذي تم مواجهته أن يتم ملاحظة تأثير ذلك على أداء الفرد لعمله وما تم تحقيقه من نتائج.
ويمكن للفرد بعد الانتهاء من هذا الوصول إلى
نوعين من المعلومات والبيانات:
أ‌. الأشياء والمواقف ومستوى التوتر الذي يسعد به الفرد ويتعايش معه ويؤدى من خلاله بأكثر فاعلية وإيجابية. فيمكن للفرد أن يجد إن أداؤه يتسم بالكفاءة عندما يشعر انه غير راض بسبب التوتر.
ب‌. الأشياء والمصادر الرئيسية للتوتر غير الإيجابي في حياة الفرد. يجب على الفرد معرفة الظروف التي أدت إلى أن يسبب التوتر عدم السعادة والرضا، ثم يبدأ الفرد في التعرف عما إذا كانت استراتيجياته وأساليبه في التعامل مع التوتر ومواجهتها فعالة ومؤثرة أم لا.
وأخيرا يمكن الاحتفاظ بأجندة التوتر ولو لفترة قصيرة حتى يمكن للفرد وضع الخطط اللازمة لمواجهة مصادر التوتر ومسبباته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق