ألحظ أن موضوع سيكولوجية النمو الإنساني من المواضيع المهمة جداً في حياتنا، سواء للوالدين أو المعلمين والمربين، ووزارات الثقافة والشباب، وكافة المؤسسات التربوية والصحية. وبرغم هذه الأهمية نجد هناك ضعفاً شديداً في التوعية به، فلا البرامج التلفزيونية ولا الإذاعية تركّز عليه، ولا تعقد له دورات وورشات بحثية وعملية تقوم بها المؤسسات والجمعيات الأهلية. مع أن الجميع يشكو من انفلات الشباب في سن المراهقة وما ينتج عنها من تمرّد وانحرافات سلوكية، ونفسية.الغريب هنا، أن ما يطرح في مثل هذه الكتب، يركز على النظريات الغربية في فهم وتفسير السلوك الإنساني، وخاصة نظريات "جان بياجية" و "أريكسون" و"فرويد" ولا نكاد نجد نظرية بنكهة عربية - إسلامية. وأنا هنا لست أرفض الإفادة مما وصل إليه الغرب في العلوم الإنسانية ولكن يجب التنبه والحذر عند التعامل معها لما تحمله من أسس فلسفية وغائية لا تتفق مع قواعد العقيدة الإسلامية الصحيحة. وإذا علمنا أن لدينا تراثاً إنسانياً ضخمة، وتجربة حضارية فريدة، امتدت قروناً طويلة، فإنني أسجل هنا إشارة إلى ضعف جامعاتنا ودوائر البحث التربوي في عالمنا العربي في استكناه تراثنا بطريقة علمية لاستخراج أو توليد نظرية خاصة بنا، تفيد من هذا التراث الغني، ولا تقفز عليه، كأن البشرية عاشت مرحلة نضوب وغياب عقلي حتى جاءها بياجي وأريسكون فرويد فأيقظوهم من سباتهم. مع تأكيدنا على الإفادة من نتائج نظريات وبحوث الأمم الأخرى، باعتبار أن المعرفة إنسانية، والحكمة ضالة المؤمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق