الاثنين، 21 يناير 2013

ما هو الهيموباثي وما علاقته بالتوحد ؟


مؤسس الهيموباثي:
هو الدكتور هاينمان الألماني الجنسية. وقد تعرض هذا الدكتور للكثير من الانتقاد لاكتشافه هذا الطب الجديد ولعدم اتباعه طرق من سبقه في الطب. وقد انتقل هذا النوع من الطب إلى الولايات الأمريكية المتحدة وأصبح ذي قوة فيها وذلك في عام 1840. كما تعرض لهجوم كاسح من قبل الطب التقليدي لدرجة إنشاء مؤسسة تُعنى بمحاربته.
أغلب أطباء الهيموباثي الذين تواجدوا في القرن التاسع عشر كانوا من الأطباء التقليديين في الأصل، ومن ثم تحولوا إلى الهيموباثي عندما اختبروا تأثير هذا العلاج الجديد في القضاء على أمراض انتشرت بكثرة في تلك الآونة مثل: الكوليرا والتفوئيد والحمى الصفراء وغيرها.

مبدأ الهيموباثي:
يعتمد الهيموباثي في علاجه على قانون واحد فقط يُسمى قانون المتشابهات. ينص هذا القانون على أن المادة التي تسبب عرضا ما (أو مرضا ما) تستطيع في نفس الوقت علاج ذلك المرض. وهذا ما تعنيه تماما كلمة هيموباثي. فمثلا هناك دواء هيموباثي يُستخدم للعلاج من الأرق أو اضطرابات النوم، يتم الحصول على المادة المستخدمة لعمل الدواء المناسب من القهوة. ذلك أن القهوة تسبب صعوبة في النوم.
ومن الجدير بالذكر أن ألأطباء التقليديين يستخدمون في طرق علاجهم نفس هذا القانون إلا أنهم لا يستوعبون ذلك. فمثلا اسأل أي طبيب تقليدي عن دواء الريتالين، هذا الدواء يستخدم لعلاج فرط النشاط. بينما مادة الريتالين نفسها تسبب فرط النشاط إذا تناولها شخص غير مصاب بهذه المشكلة!!!
لكن الجدل الدائر حول الهيموباثي عادة ما يكون عن طريقة تحضير الأدوية. ذلك أن أغلب المواد التي تسبب أعراضا مرضية هي مواد ذات تأثير سمّي. لذلك فلا يمكن إدخال تلك المواد إلى الجسم مباشرة.
وفي محاولة من الدكتور هاينمان للتخلص من تلك المشكلة، قام بتخفيف المادة الفعالة عند تحضير دواء ما بحيث يصبح الدواء أقل أذى للمريض. لكن ذلك لم ينفع بدون أن يقوم الدكتور برج المحلول المخفف بشدة.
واستمر الدكتور بتجربة طريقة التحضير وانتهى إلى أسلوب نهائي أسماه التقوية. طريقة التقوية تعتمد على تخفيف المادة الفعالة ورج المحلول مرارا وتكرارا بحيث يصبح من المستحيل وجود جزيء واحد من المادة الفعالة داخل الدواء النهائي من شدة التخفيف، لكن في نفس الوقت يبقى تأثير المادة الفعالة الإيجابي كاملا. بل إن التأثير يتضاعف.
طبعا هذه الطريقة تزيد من أعداد المشككين في طب الهيموباثي. إلا أن الأبحاث العلمية التي تلت اكتشاف هاينمان أثبتت صحة طريقته. ففي عام 1988 مُنحت جائزة نوبل لبحث طبي أثبت أن المحاليل المخففة جدا تحمل عددا من خصائص المادة المخففة حتى ولو لم يتبقى جزيء واحد من تلك المادة في المحلول.

تأثير الهيموباثي على شركات الأدوية الكبرى:
تخيل معي. لو أن دواءا كيميائيا واحدا غالي الثمن تم تحضير أدوية هيموباثي منه. بالتأكيد ستكفي عبوة واحدة منه لتحضير بلايين من أدوية الهيموباثي. هذا بالتأكيد سيدمر
الكثير من شركات الأدوية الكبرى.
أضف إلى ذلك مشكلة أخرى يتحدث عنها أطباء الهيموباثي. وهي أن الطب التقليدي يستخدم مواد أساسية هي في الأصل مؤذية. حيث يعتقد أطباء الهيموباثي أن الأدوية التقليدية والتي تعتمد على معاكسة العرض المرضي بهدف تغطيته تزيد المشكلة سوءا. مثال ذلك الأدوية المضادة للهيستامين والتي توصف لمرضى الحساسية الموسمية. فهي توقف العرض مؤقتا فقط. ولذلك فإن مريض الحساسية لن يُشفى منها ، بل سيضطر لتناول أدويته بشكل متكرر. وبهذا ستتفاقم المشكلة.

علاج الهيموباثي مثالي في البلاد النامية:
في الهند مثلا، الهيموباثي منتشر جدا. فهو علاج زهيد ولذلك هو سهل الحصول عليه لأغلب أفراد الشعب. وفي الهند هناك كليات طبية لتعليم هذا النوع من الطب وكذلك هناك العديد من المستشفيات الخاصة به. وأيضا في كوبا والتي يتمتع فيها الشعب بنظام طبي جيد، يُستخدم الهيموباثي بكثرة في العلاج. وفي عام 2008 حصل 2.5 مليون كوبي على دواء هيموباثي للوقاية من مرض انتشر فيها نتيحة للفيضانات المتكررة لعدة سنوات متتالية. وفي ذلك العام الذي حصل فيه عدد كبير على دواء الهيموباثي الخاص لم تحدث وفيات بسبب المرض كما أن حالات الإصابة كانت محدودة.

صعوبة الهيموباثي:
في الهيموباثي الصعوبة تكمن في تحديد الدواء المناسب من ضمن آلاف الأدوية المحتملة. ذلك أن الدواء المناسب يجب أن يتم اختياره لكل شخص على حدة بحسب أعراضه. بل ليست أعراضه المرضية فقط التي تحدد الدواء، بل أيضا حالة المريض النفسية والعقلية والسلوكية!! لذلك فالمعالج الجيد يجب أن يقضي وقتا طويلا في معرفة وتحديد مشكلة المريض بالضبط. وايضا يحتاج وقتا طويلا في تحديد ما يناسبه من أدوية.
وقد يضطر المعالج لتغيير الدواء عدة مرات اعتمادا على تغير أعراض المرض وتغير حالة المريض. أي أن الهيموباثي يعتمد بكثرة على التواصل الجيد بين المعالج والمريض.
باختصار فإن الهيموباثي بحاجة لمعالج متمرس وذي خبرة طويلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق